حلم العُمر

راية منصور

اني ازور فلسطين كان حلم بالنسبة الي

وكنت كل يوم ادعي تصير معجزة وازورها

وفعلا صارت هالمعجزة

اشتغلت بفندق واخدت في شهر من الاشهر الموظفة المثالية

طلعت عشان استلم الجائزة اللي كانت عبارة عن مغلف وفي ورقة

طبعا ع طول رحت افتح الورقة واشوف شو فيها وهون كانت احلى جملة بقرأها

"بسبب حصولك ع الموظف المثالي قام الفندق بمنحك سفرة مقدمة من مواكب الى فلسطين لمدة اسبوعين "

مش عارف لما قرأت الورقة شو صار تركت الحفل وركضت ارن ع ماما واحكيلها شو ربحت لانها اكثر حدا بعرف شو فلسطين بالنسبة الي

كمية الفرحة اللي بصوتي والدموع اللي بعيوني كافية انها تبين كم هالجملة اكلت قلبي

كنت راسمة صورة حلوة للزيارة راسم شعور اول صباح فيها واول فطور

شعور اول كاسة شاي بالنعنع اللي بأرضي مزروع

شعور اول اول لقمة مسخن اللي بالزيت مغموس

وغير ليالي السهر وشكل السما اللي كنت راسمله بعقلي شكل غير اللي بعرفه

وكل شي بهالزيارة تحقق

كل شي ببلدي كان اله طعم ثاني كل شي حرفيا

كنت اعيش تفصيل تفصيل بكل حب لاني كنت خايفة تكون اول واخر زيارة

عشت احلى ايام احلى ليالي احلى مواقف

اكلت ازكى الاكل حتى الطبخات اللي ما كنت احبهم صرت احبهم بفلسطين

كل شي هناك غير

او خليني احكي انه الناس اللي عشت معهم هالتفصيل غير

الناس اللي غيرتلي نفسيتي اللي حلت م كل مزحة وكل قعدة وكل طشة وكل اكلة

الناس اللي خلتني ابكي ع فراقها لما اجى اخر يوم وصار لازم اني ارجع ع بلدي الثاني الاردن

بس كل شي عشته مستحيل يروح من ذاكرتي راح يضل مخلد

وراح اضل احكي ليوم الدين الله يلعن الاحتلال اللي خلاني اعيش هالتفاصيل فترة هو حددلي اياها في بلد لازم اكون عايش فيها..