خيالي في نيسان

آية إبداح

على أوتار الموسيقى يد ناعمة تعزف، وصوت العزف يتسلسل إلى نافذة غرفتي لأسمعه، فاستيقظ وأبدأ بعمل القهوة ذات الرائحة الشهية، فاذهب إلى تلك النافذة التي تطل ع بحر واسع وعميق مليء بالأسرار والحب والسعادة،أمسك فرشاة الرسم وأبدأ بالرسم،بقيت ع هذا الحال ولم أعرف صاحب العزف،ذلك الصوت أحببته بل عشقته،في اليوم الخامس من شهر نيسان لم اسمع صوت العزف الجميل الذي جعلني رسام مبدع بكثير،فانتظرت طويلا ولم أسمع شيئا،طل الليل المليء بالنجوم الساطعة والقمر في شكله المكتمل، رأيت سفينة قادمة وقفت امام نافذتي ثم خرجت فتاة بيضاء جميلة وبدأت تعزف وتعزف،حقا تلك الفتاة سحرتني بجمالها جلست أنظر أتأملها ورأيت لون البحر الازرق داخل عيناها،وخديها الممتلئان ذو البياض الناصع،ولون شعرها الأشقر المتطاير،نظرت نظرة الإعجاب بجمالها،فأصابتني الدهشة حقا لم أكن أعرف بأن تلك الفتاة هي نفسها التي رسمتها ع إحدى لوحاتي منذ زمن ستظهر حقيقة أمامي،تلك الصدفة الجميلة ستبقى محفورة في ذاكرتي ولن أنساها،عندما انتهت من العزف أشرت لي وقالت:أنا آتي كل يوم لأنشر السعادة والحب من خلال عزفي لهذا البحر العميق،وأتمنى لك يوما جميلا انا اعلم أنك اعتدت ع سماع عزفي لترسم رسوماتك الجميلة، ثم ذهبت.

كانت كل ليلة تأتي تعزف وتذهب فأصبحت مدمنا بها ،وجهها لا يفارق منامي،استيقظ وأنا بأشد فرحب لأنني أراها في المنام وفي الليل،فشوقي يزداد لها وأنتظر الليل بكل شوق،في اليوم التالي ذهبت اليها وتعرفت عليها أكثر وحدثتها عن تلك الصدفة الجميلة،وبعد أيام قررت الزواج منها بعد أن تأكدت تماما بأنها فتاة أحلامي التي عوضني الله بها.